
نظّم قسم التعليم في وقف بلبل زاده يوم الجمعة الموافق 31 أكتوبر جلسة لمناقشة كتاب «إعادة التفكير في الإسلام في مثلث النص والتاريخ والمجتمع» من تأليف الرئيس السادس عشر للشؤون الدينية، الأستاذ الدكتور علي برداق أوغلو.
شارك مؤلف الكتاب، علي برداق أوغلو، في الجلسة عبر الاتصال المرئي، وأدارها إبراهيم قطلو أوزمنتر. وقد أُقيمت الفعالية في قاعة مؤتمرات فندق زاده لايف، وشهدت إقبالاً كبيراً من محبي الكتب بالإضافة إلى متطوعي وقف بلبل زاده.
في كلمته، أوضح علي بردقوغلوا أنّه تناول في مؤلّفه الموضوعات التي ينبغي أخذها في الاعتبار عند مقاربة الإسلام، إضافة إلى الأساليب الممكن اتّباعها في هذا المسار والإطار المفهومي الذي يستند إليه نمط التفكير. وقال: «الإسلام هو الدّين الأخير الذي أرسله الله، أمّا الإسلام «مسلماً» فهو سعيُنا لِعَيشه وتطبيقه وانعكاسه في حياتنا. لذلك فإنّ «مسلميتنا» لا يمكن أن تكون مطابقة أو ممثّلة تامّة للدّين الإسلامي الذي أرسله الله. لا أحد منا يمكن أن يكون ذلك. كلّنا بشر، وبجهدنا وفهمنا الخاصّ لدينا فهمنا الخاص للمسلميّة وحياتنا. أحيانا نؤمن لكن لا نستطيع أن نُطبّق. ليتنا نُطبّق كلّ ما نؤمن به. وأحياناً نعرف أن شيئاً ما صحيح لكن إرادتنا ضعيفة. الدّين والقرآن ليسا كتابَ معلومات، إنما كتابُ وعي. أي إنّهما يحمِلاننا على الإرادة، والوعي، والإدراك، والمسؤولية لإيصال ما نعرفه إلى الحياة.»
أشار بردقوغلوا إلى أنّ القرآن نزل في زمانه لِيردّ بما يجب أن يُقال عن الدين، بطريقة لائقةٍ، مناسبةٍ ومفهومةٍ. وأضاف: «الموضوعُ الرّئيس في القرآن هو ربّنا العظيم، أن نعرفه، أن نعرف واجبنا الأساسي تجاهه، أن نشعر بالامتنان، أن نشكر، وأن نتصرف في العالم وفقاً لوعي أن نكون إنساناً صالحاً، خليفة الله الذي وكله بالأمانة، بوعي هذه الجودة. إنّ القرآن جاء خطاباً، لكنّه كان صوتاً ينبعث من داخل التاريخ. وذكّر بالأنبياء الماضيين، وذكّر بالأخطاء التي ارتكبها الناس. ما هي المسائل التي يتناولها القرآن أكثر؟ هي المجالات التي يخطئ فيها الناس أكثر وتكون عليهم المسؤولية.»
شدّد على أنّ القرآن يعرض كلّ حادثة من منظورها الميتافيزيقي وارتباطها بالله. وقال: «هطول المطر، رعد السماء، إثمار الأشجار ليست موضوعاً مباشراً للقرآن. لكنّه يتحدّث عنها. “انظروا إلى نعم الله على الأرض، تعرّفوا عليها. لا تتجوّلوا في الأرض ترفّاً. افتحوا أعينكم قليلاً، افتحوا عين القلب. عرِفوا قيمة أنّ قدّ رُفِعَت إليكم هذه النعم، ثم اشكروا الله، اشعروا بالامتنان له. لأنّ لنا واجبان أساسيان تجاه الله. أحدهما: المعرفة، المَعرِفة. والثاني: الشّكر، الامتنان. العبادات التي نقوم بها، الصلوات التي نؤدّيها، التلاوات التي نقوم بها: كلّها ردٌّ على شكرنا وامتناننا لله.” انتهى برنامج تحليل الكتاب بجلسة أسئلة وأجوبة وبتقييمات المشاركين.
وبعد انتهاء الجلسة، قال المُـحَـدّث إبراهيم كوتلو أوزمانطار إنّ الكتاب تطرّق إلى نقاط في غاية الأهميّة — مشيراً إلى: «في كتاب أستاذنا يُقال إن القانون يمكن استخدامه كمنهج، وأنّ الجوهرَ في الفاعل الحضاري هو أن تكون القاعدة العُرفية أو المدنية المُختارة لا تتعارض مع المبادئ الأساسية للإسلام. وأثناء شرحه لهذا الأمر، يُقدّم أمثلة من القانون العثماني. ويقول: “القانون هو الحدّ الأدنى من الأخلاق”. أي أنّ ما يهدف إليه القانون في الحقيقة هو أن يملأ الفجوات التي تتركها الأخلاق. الأساس هو الأخلاق.» ومع توجّهات الأسئلة من المشاركين والتقييمات، اختتم تحليل الكتاب.